لمحة عن الحكم المملوكي
قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ))الحجرات١٣
لقد ضم الأسلام في بوتقته مجموعة من القوميات المختلف , التي كان لها دور هام ومميز - بالإضافة إلى القومية العربية - في مسير الحضارة العربية الإسلامية , فكانت الغاية السامية رفع راية الإسلام , أياً كان حامل هذه الراية
نشأة المماليك
المملوك عبد يباع ويشترى , وقد اقتصرت هذه التسمية في الدولة الإسلامية على فئة من الرقيق الأبيض يتم شرائها من أسواق النخاسة لتكون فرق عسكرية خاصة في أيام السلم , وتضاف إلى الجيش العام إيام الحرب, وكان لهم أسواق خاصة ,أشهرها دار البركة بالفسطاط , ودار الرقيق في دمشق, وكان من أفضلهم المماليك الأتراك والصقالبة , وقد كان المملوك يربى تربية خاصة ( فيعلم القرآن , وأحكام الشريعة , والأدب , فإذا نشئ , يتم تدريبه على فنون القتال ) وهذا ما ميز المماليك عن غيرهم .
بدأ ظهور المماليك في بداية الدولة العباسية حيث عين الخليفة أبو جعفر المنصور( يحيى أبن داوود ) إمارة مصر عام 778- 780م وهو مملوك تركي ,كما ويعتبر المعتصم أول من شكل فرقة عسكرية من المماليك الأتراك , وبنى لهم مدينة سامراء
بدأ يزداد نفوذ المماليك بسبب ضعف الدولة العباسية وتنازع أمراء الدويلات على السلطة , فساد المماليك الأتراك في المشرق الإسلامي (الدولة الصفارية 867 – 903 م , مؤسسها عمر بن الليث الصفاري وهو مملوك تركي )
وساد المماليك الصقالبة في الغرب الإسلامي , فأسس خيران العامري السقلبي دويلات مستقلة عن الدولة الأموية في الأندلس .
المماليك في الدولة الأيوبية : أدى تنازع الأمراء الأيوبيين فيما بينهم بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي إلى الإكثار من شراء المماليك فأعد كل منهم فرق خاصة من المماليك مما أدى إلى أنقسام المماليك إلى قسمين (( المماليك العزيزية نسبة إلى الملك العزيز محمد صاحب حلب )) و ((المماليك البحرية الصالحية نسبة إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب)), وأعتمد كل من الأمراء الأيوبيين على مماليكه في شتى أمور الدولة ,فازداد نفوذهم , حتى تمكنوا من استلام الحكم بعد أن تزوج أيبك التركماني من شجرة الدر , ثم تم إعلانه سلاطاناً على المماليك في مصر
المماليك في حلب
أدى انتصار المماليك في موقعة عين جالوت 1260م بقيادة السلطان قطز وقائده بيبرس إلى علو شأنهم بين المسلمين فدخلوا حلب في العام نفسه دون مقاومة , وما لبث الظاهر بيبرس أن وطد أركان حكمه الداخلية والخارجية , فكانت البداية الأولى لنشوء العصر المملوكي الذي أغنى العالم الإسلامي بالكثير من الأنجازات الرائعة .